في بيت نانا


نانا جميلة على فراش الموت تستغفر في مولاها و تتنّفس في آخر أيّماتها..صالحة بحذاها لابسة روبة كحلة، عقاب سفر و التّعب باين في وجّها..شدّت يد نانا و قالتلها
صالحة: العين ما تعلى ع الحاجب يا نانا ، قلّي إلّي في بالك و ما تقعدشي هايمة ، ساكتة..يا نانا راني بلا بيك ما نحيا..نانا جميلة ، العينين محوقّة ، بحذاها مروحة إدّور في عزّ القايلة و قالتلها بصوت خافت:صالحة، إمشي لسيدي علي المحامي إنت و الصادق و توفيق ، الوصيّة راهي عندو..
صالحة : توّا هاذا كلام يا نانا؟ بركة إنت قوملنا بالسّلامة، موش وقتو هالكلام.. 
نانا جميلة: لا وقتو ..ما نيش بش نزيد أيّامات..كهو بنيتي لازم نشّد بلاصتي..
صالحة مازادت حتّى كلمة و بكمت 
نانا جميلة: راهو معزّ جاء البارح و سأل عليك..ما نوصّييي....كششش.. عليه... نوصّييييييي...
و الموت غلبتها..ماتت نانا


نهار الفرق




النّاس هادّة ، من أعيان المدينة و من نفر جاية تعزّي في دار سي لمين شطورو على موت نانا جميلة ..في دار نهج الباشا حتّى من السّقيفة تعبّات..حديث يجبد في حديث ..خرجت صالحة بين النّساء تترشّق ..و حالها ما يعجبش.. نصبو الطواول و بدات العشيان .. و كيما جرات العادة في تونس ..إلّي مات مات على روحو .. تلّفتت للّة منى حبيبة نانا جميلة لصالحة:وه وه يا صالحة وينو سيدك معزّ نور العين ، ليه مدّة ماظهرش ، ما توحشناش و إلاّ نسا الماء و الملح و قامت تضحك في وسط النّساء..
غزرتلها صالحة بقحرة تشوي  قالتلها: كيف حارقك عليه الحليب سيدك معزّ إمشي طلّ عليه يا للّة منىدارتها للّة منى ..الشّعر مسرسب حرير و مشموم فلّ ع قرن وذن تقولش عليها في عرس..
للّة منى : وين بش نلقاه ..الرّاجل ملّي دفنوه ما زاروه..و إلّا تو نلقاه في خربة لزهر راقد و إلاّ في الآفونو يطلب..
صالحة كشاكشها طلعت: تكذب على شكون يا للّة ..تكذب على شبابك إلّي ضاع بين الحوانيت و الزّناقي في غرغور القايلة؟
للّة منى: شدّ قدرك خير يا إلّي إتّبع في المناظر..برّا شوفو توّا وين غارق..ملّي هجّيت تمثّل ، الطّفل ولّى في صينة أخرى..تنرفزت صالحة و خرجت من الدّار ..
على التّلفيتة ترا في واحد إطّل عليها من راس النّهج ؛
لابس كبّوت في تنبك أوّسو..
ثبّتت مليح تلقاه معزّ ولد


                                              1ère scéne de Nana Jamila ou Café Amer: Mort de Nana